كان يومًا مشمسًا من أغسطس/آب عام 2017 حين شعر الرئيس التنفيذي لشركة كور ويف، مايكل إنترايتور، بأن النيران ستبتلع مكتبه في مانهاتن
، حيث أدى عمل عشرات وحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا، الموصولـة في كل مقابس الكهرباء لتعدين العملات المشفرة، إلى توليد حرارة تبلغ 54.44 مئوية، والتي كانت كفيلة بتحويل المكتب في الطابق السادس إلى ساونا.
ومع توقف أجهزة التكييف خلال عطلة نهاية الأسبوع، اضطر إنترايتور وشريكه المؤسس براين فينتورو وبرانين مكبي إلى فصل الخوادم التي كادت حرارتها تحرق الأيدي، ونقلها إلى مرآب في نيوجيرسي مجهز بمروحة ضخمة.
يقول إنترايتور: "لم يكن المكان مهيأً إطلاقًا لمثل هذا الاستخدام".
- شركة مدرجة في بورصة ناسداك
بعد نحو عقدًا من الزمن، لا يزال إنترايتور يدير وحدات معالجة الرسوميات، ولكن على نطاق أوسع بكثير، إذ تستضيف كور ويف اليوم نحو 250 ألف وحدة معالجة رسومية موزعة على 33 مركز بيانات، وتؤجر قدراتها الحاسوبية لعملاء كبار أمثال مايكروسوفت وميتا.
وبعد أن كانت هذه الوحدات مخصصة للألعاب أو لتعدين العملات المشفرة، باتت اليوم محورًا أساسيًا لتشغيل تطبيقات الذكاء الصناعي.
وفي ظل تزايد أهمية هذه الوحدات التي أصبحت عاملًا جوهريًا يتحكم في مصائر الشركات، أسست كور ويف شركة مدرجة في ناسداك بقيمة سوقية بلغت 50 مليار دولار، لتصبح واحدة من أبرز الوسطاء في سوق وحدات المعالجة الرسومية.
ابتكرت الشركة نموذجًا تمويليًا غير تقليدي لاقتراض 29 مليار دولار، معظمها عبر قروض مضمونة بالوحدات، لتجد نفسها أمام معادلة صعبة بين مخاوف المستثمرين من تضخم المديونية ومخاطر فقاعة الذكاء الصناعي من جهة، وطموحاتها لتوفير القدرة الحاسوبية للشركات العملاقة وأي مؤسسة تعتمد الذكاء الصناعي من جهة أخرى.
تأسست كور ويف في ليفينغستون بولاية نيوجيرسي، وحققت إيرادات بلغت 1.9 مليار دولار عام 2024 (مع خسائر صافية قدرها 860 مليون دولار بهامش –45%)، ثم 2.2 مليار دولار في النصف الأول من 2025 (مع خسائر صافية بلغت 605 ملايين دولار بهامش –28%). وتستهدف الشركة تحقيق 30 مليار دولار من الإيرادات بحلول عام 2031. ومنذ طرح أسهمها للاكتتاب العام في مارس/آذار الماضي، تضاعف سعر السهم أكثر من مرتين، ما أسفر عما لا يقل عن خمسة مليارديرات، من بينهم إنترايتور بثروة بلغت 6.7 مليار دولار وفينتورو بـ 4.2 مليار دولار.