"الصينية" تتصدر المشهد
شهد سوق السيارات في الكويت خلال عام 2024 تحولات لافتة عكست تغيرات أذواق المستهلكين واتجاهاتهم، مع تسجيل نمو ملحوظ في مبيعات السيارات الصينية التي تمكنت من الاستحواذ على نحو 24% من إجمالي مبيعات السوق المحلي، بحسب ما عكسته بيانات السوق المحلية.
ويعكس هذا الارتفاع السريع ثقة المستهلك الكويتي المتزايدة في العلامات الصينية، التي باتت تقدم خيارات واسعة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والأسعار التنافسية.
في المقابل، سجل قطاع السيارات الفاخرة انخفاضاً في المبيعات بنسبة 8% في 2024 مقارنة بالعام الماضي، متأثراً بتغير أولويات الشراء وتوجهات الإنفاق، ومع ذلك، برز الأداء القوي لعلامتي “بي إم دبليو” و”لاند روفر”، حيث تمكنت الأولى من تحقيق نمو بنسبة 12%، بينما سجلت الثانية ارتفاعاً بواقع 5% مقارنة بعام 2023.
ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى الإقبال الكبير على الطرازات الجديدة التي طرحتها “بي إم دبليو”، والتي لاقت استحساناً واسعاً بين محبي السيارات الفاخرة.
إقليمياً، شكّل استثمار السعودية في شركة “نيسان” اليابانية حدثاً استراتيجياً مهماً في 2025، عزز من مكانة المملكة كأحد الأسواق الكبرى في صناعة السيارات إقليمياً وعالمياً، فيما من المتوقع أن ينعكس هذا الاستثمار في تعزيز الشراكات وتوسيع الحضور الإقليمي للعلامات العالمية، مما قد يفتح آفاقاً جديدة أمام أسواق المنطقة، بما في ذلك السوق الكويتي.
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن سوق السيارات في الكويت يسير نحو مزيد من التنوع والمنافسة، في ظل تسارع الابتكار في الطرازات الجديدة وتغير أنماط الاستهلاك، وهو ما يجعل العامين المقبلين حاسمين لرسم معالم مستقبل السوق المحلي.
وبالإضافة إلى كل ذلك، يشهد سوق السيارات الكهربائية في الكويت تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، مدفوعاً بسياسات التحول إلى الطاقة النظيفة والاستثمار في البنية التحتية لمحطات الشحن.
ورغم التقدم، إلا أن السوق لا يزال يواجه تحديات تتعلق بالكلفة وتوفر الخدمات المساندة، مما يتطلب جهوداً متواصلة لتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية.
دمتم بود،،،